فماذا يحتوي الأرشيف؟
وكيف كان اكتشافه ونقله للولايات المتحدة؟
لماذا عاد؟
وهل تؤثر عودته على الوضع في العراق؟
س/ج في الموضوع
متى تم العثور على أرشيف حزب البعث؟ وعلى ماذا احتوى؟
عندما سادت الفوضى بغداد في 2003 بسبب النهب الذي أعقب إسقاط صدام حسين على يد القوات الأمريكية، سمع الباحث كنعان مكية، ومدير مؤسسة الذاكرة العراقية مصطفى الكاظمي (رئيس الوزراء الحالي)، أن حشدًا يتجمع عند نصب تذكاري لمؤسس حزب البعث السوري ميشيل عفلق. توجها للمكان فاكتشفا أكوامًا من الوثائق الغامضة في قبو كان ممتدًا لأسفل مقر حزب البعث المجاور.
بالنسبة للناشطين، كان الأمر أشبه بالعثور على سجلات Stasi بعد انهيار السلطة الشيوعية في ألمانيا الشرقية.
المزيد في هذه النقطة: معلومات قيمة وضعت في منزل قديم
كيف خرج أرشيف حزب البعث من العراق؟
في محاولة لحماية المخبأ، توصل مكية إلى اتفاق مع بول وولفويتز، المسؤول السياسي الأعلى في البنتاجون، في فبراير 2005، لشحن الوثائق إلى الولايات المتحدة.
اعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين في العراق أن المواد قد توفر أدلة حول التمرد الناشئ في العراق، لكن مكية رأى في النقل للولايات المتحدة وسيلة للحفاظ على أرشيف حزب البعث.
احتفظت الولايات المتحدة بالأرشيف في البداية في فيرجينيا الغربية، حيث وظف البنتاجون سكانًا محليين لتنظيمه ورقمنته بمساعدة باحثي مؤسسة الذاكرة الناطقين باللغة العربية.
في النهاية، وصل مؤسسة هوفر، وهي مؤسسة فكرية ذات ميول محافظة في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا. والتي عملت على أرشفتها رقميًا، ومنعت نشر أي من الوثائق على الانترنت، ووضعت قيودًا على وصول أرشيف حزب البعث للعراقيين العاديين.

لماذا أعادت الولايات المتحدة أرشيف حزب البعث إلى العراق؟
اشتكى مدير المكتبة والأرشيف الوطني العراقي وبعض أمناء المحفوظات في كندا والولايات المتحدة من أن عملية نقل أرشيف حزب البعث إلى الولايات المتحدة سلبت تراث العراق.
في بيان صدر عام 2008، حثت جمعية المحفوظات الأمريكية ورابطة المحفوظات الكندية على إعادة السجلات إلى حكومة العراق، لكن مكية خرج وقتها وقال إن الحكومة العراقية وافقت رسميًا على ترتيب مؤسسة هوفر.
في 2013، أعادت الولايات المتحدة مجموعة مختلفة من الوثائق دون إعلان عام، مما أثار مخاوف بين الباحثين الغربيين من احتمال استغلالها سياسيًا من قبل رئيس الوزراء آنذاك نوري المالكي، الذي تعرض لانتقادات بسبب سياساته الطائفية، وفقًا لمقال نشره بروس مونتغمري، أمين أرشيف سابق في جامعة كولورادو، في 2019.
المزيد في هذه النقطة: الوضع تغير مع مصطفى الكاظمي
هل يساهم أرشيف حزب البعث في فتح باب الانتقام في العراق؟
في السنوات الماضية، كان يُنظر إلى أرشيف حزب البعث باعتباره من المصادر التاريخية للشعب العراقي ووسيلة للتحرك نحو المصالحة بين الانقسامات العميقة في المجتمع العراقي. لكن في الوقت الحالي، أصبح الأرشيف قضية حساسة للغاية في ظل الوضع المشحون في بغداد.
قال مسؤول عراقي إن الحكومة تخطط لإقامة الهيكل المؤسسي المناسب للأرشيف، بحيث تكون هذه الوثائق متاحة للجمهور، وخاصة الباحثين للمساعدة في التثقيف حول أهوال النظام البعثي.
وأضاف المسؤول العراقي “نريد أن تكون هذه لحظة تعلم وليس لحظة انتقام”، وقد يستغرق إجراء هذا النوع من الإعداد بعض الوقت.
0 التعليقات:
إرسال تعليق