صورة وحكاية
وسالفه ورباط
يقال ان والي دمشق أسعد باشا العظم
واجهت سوريا في زمنه ازمة ماليه حادة و كان بحاجه إلى المال للنقص الحاد في مدخرات خزينة الولاية لتامين متطلبات ولايته .
تشاور مع مستشارية و خاصته وحاشيته بحثا عن باب يمكن ان يسد العجز في ميزانية الولاية بما يؤمن الاستحقاقات اتجاة رعيته .
فاقترحت عليه حاشيته أن يفرض ضريبه على صناع النسيج في دمشق التي تزدهر في الولاية
فسألهم أسعد باشا :
وكم تتوقعون أن تجلب لنا هذه الضريبه ؟
قالوا : الايراد سيكون من (خمسون الي ستون) كيساً من الذهب .!!
فقال لهم أسعد باشا : ولكن هولاء أناس محدودي الدخل فمن أين سيأتون بهذا القدر من المال ؟
فقالوا : يبيعون جواهر وحلي نسائهم يا مولانا
فقال أسعد باشا : وماذا تقولون لو حصلت على المبلغ المطلوب بطريقه أفضل من هذه ؟
فسكت الجميع . !!
في اليوم التالي بدء أسعد باشا مخططه بجمع المال وباشر بإرسال رسالة إلى المفتي لمقابلته بشكل ( سري ليلا ) وعند وصول المفتي حسب الموعد بادر الوالي اسعد باشا قال له : عرفنا أنك ومنذ زمن طويل تسلك في بيتك سلوكاً غير قويم وأنك تشرب الخمر و تخالف الشريعه ، و في النية التوجه لابلاغ اسطنبول
ولكنني أفضل أن أخبرك أولاً حتى لا تكون لك حجة علي .
هنا المفتي المفجوع بما يسمع أخذ يتوسل ويعرض مبالغ مالية على أسعد باشا لكي يطوي الموضوع .
فعرض أولاً ألف قطعة نقدية فرفضها أسعد باشا
فقام المفتي بمضاعفة المبلغ ولكن أسعد باشا رفض مجدداً
وفي النهايه تم الاتفاق على ستة آلاف قطعة نقدية .
وفي اليوم التالي وبنفس الصيغة قام باستدعاء القاضي وأخبره بنفس الطريقة وأنه يقبل الرشوة ويستغل منصبه لمصالحه الخاصة
وأنه يخون الثقة الممنوحة له
وهنا صار القاضي يناشد الباشا ويعرض عليه المبالغ كما فعل المفتي
فلما وصل معه إلى مبلغ مساوي للمبلغ الذى دفعه المفتي .
بعدها جاء دور المحتسب والنقيب وشيخ التجار وكبار أغنياء التجار .
وعندما انتهى الوالي من تامين الاموال بسرية تامة ... استدعى مستشارية و خاصته و حاشيته و الذين أشاروا عليه ان يفرض ضريبة جديدة لكي يجمع خمسين كيساً من الذهب .
فقال لهم : خلال الايام التي مضت هل سمعتم أن أسعد باشا قد فرض ضريبة في الشام ؟
فقالوا : لا ما سمعنا
فقال : ومع ذلك فها أنا قد جمعت مائتي كيس بدل الخمسين التي كنت ساجمعها بمقترحكم
فتسألوا جميعاً : كيف فعلت هذا يا مولانا ؟
فأجاب : إن جز صوف الكباش خير من سلخ جلود الحملان.
رباط السالفه فهل سيأتي اليوم الذي نرى فيه الوالي الشجاع الذي يباشر يجز فيه صوف الفاسدين و كبار السماسرة ...!!!
بدل سلخ جلود صغار الموظفين والمواطنين من خلال حجب مخصصات او ايقاف صرف امتيازات او فرض ضريبة ما .
0 التعليقات:
إرسال تعليق