(( نوري السعيد وبطل العراق برفع الاثقال))
أمر نوري السعيد باخراج بطل العراق برفع الاثقال جعفر ابو العيس من سجن نقرة السلمان وكان محكوماً 3 سنوات لكونه شيوعي، حتى يمثل العراق في دورة الالعاب العربية 2 في بيروت عام 1957.
في ذلك الوقت برز جمال عبد الناصر في مصر وكان هناك صراع سياسي بينه وبين حكومة العراق ، ولم يتغير حتى بعد ثورة 14 تموز وقيام الجمهورية، حتى وصل الى مرحلة متقدمة من الاتهامات والسب والشتم بين عبد الناصر ونوري السعيد، وكان يمثل مصر في البطولة خضر الثوني الذي يحمل بطل مصر برفع الاثقال.
تدخل نوري السعيد في ذلك الوقت وطلب ايجاد بطل وند للرباع المصري فكان رد رئيس الوفد العراقي، بأن هناك شخص شيوعي محكوم 3 سنوات في نقرة السلمان اسمه جعفر ابو العيس اعتقد هو الوحيد الذي يصلح ندّاً للبطل المصري، فأمر نوري السعيد بإحضاره فوراً ، وقابله في اليوم الثاني في مكتبه وقال له باللهجة العراقية (شوف جعفر انت صحيح شيوعي واريد منك تروح لمدينتك المسيّب ، وامامك شهرين تتدرب خلالهن، وسنأمر بتوفير كل المستلزمات الضرورية واذا غلبت هذا المصري خضر فلك كامل الحرية بمزاولة عملك الشيوعي)
بالفعل ذهب جعفر واكمل تدريباته ، والتحق بالوفد ، وفي يوم المنازلة حضر الوفد العراقي كله الى مكان السباق، والكل يشجع ابو العيس وكان سباق رفع الاثقال من ثلاث فعاليات ( الخطف، الضغط ، والنتر)، وكان الثقل الموجود بدايةً 165 كغم، وقد تعادلا بالخطف والضغط وبقيت فعالية النتر.
في النتر طلب اللاعب المصري 160كغم لرفعها فنجح وكذلك ابو العيس ، بعدها اضاف خضر 5 كغم وتمكن من رفعها ، وطلب العراقي ابو العيس 165كغم واستطاع رفعها، فقام المصري وطلب 170 كغم فاستطاع رفعها ،وهنا طلب ابو العيس 175كغم وهي اكثر من قابليته على الرفع ، وكان الوفد العراقي يخشى على ابي العيس من هذا الوزن ولكنه اصرّ على ذلك، فامسك بالحديد وتمكن من رفعه الى كتفه ولم يبق الا رفعه للاعلى ، فاستحضر الغيرة والنخوة وصاح باعلى صوته ياعراق ، واذا به يحمل الحديد مدة اطول من الفترة المحددة بدق الجرس.
هكذا استطاع ابو العيس من خطف البطولة وسط هتافات ودموع الجميع من الفرح.
اوفى بوعده للعراق وللوعد الذي قطعه لنوري السعيد ليستلم وسامه الذهبي الوحيد في الدورة.
وفي مطار المثنى استقبل نوري السعيد البطل واحتضنه وهو يبكي ناسياً هو رئيس الوزراء واوفى بوعده لجعفر ابو العيس باطلاق سراحه.
هذه الواقعة لاتلمع للشيوعية او نظام نوري سعيد بقدر كون القضية هي العراق، وهو الجامع لكل العراقيين بغض النظر عن شيوعيتهم او اسلامهم او مسيحيتهم او طوائفهم، عندما تجد نفسك في الغربة اول ما تبحث عنه ( العراقي) لاتسأل عن دينه ومايطابق معتقدك تريد عراقيته والحب المتبادل والود تحت خيمة اسمها ( العراق) ..
0 التعليقات:
إرسال تعليق