هل يستطيع (الفوضوي)، صناعة (محتوى اعلامي)؟

كتب / حليم سلمان
المحتوى الاعلامي، هو (المعلومات والبيانات، سواء كانت مكتوبة، مشاهدة، مرسومة أو  "مسموعة"، تقدم للجمهور عبر المنصات الإعلامية المتنوعة من "تلفاز، راديو، صحف، أو وسائل إلكترونية متعددة الوسائط" )....
وللرد على تساؤلنا؟
نعم يستطيع (الفوضوي) صناعة (محتوى)، يمكن بثه أو نشره، وبسهولة عبر (المنصات)، وأيضا يمكن ان يحصل على تفاعل كبير من قبل جمهور (وسائل الاتصال الاجتماعي).
وهنا، نسأل من الذي شجع (الفوضوي) على (التمرد) والقيام بصناعة المحتوى ؟
هل منصات التواصل منحت الفرصة، ام ان الزحف المستمر (للجهلة) للعمل في مؤسسات اعلامية (محترفة)، هيأة الفرصة لان يتساوى (الجاهل بادوات العمل الاعلامي)، بحجة لديه جمهور، مع (المحترف) الملتزم بسياقات العمل الاعلامي ؟!.
لا يمكن السيطرة على (التمرد) الذي تشهده (المنصات)، وأيضا لا يمكن تكميم افواه الناس!
طيب ؟ هل هناك حل وسط ؟
الجواب؛  نعم...
عندما يتمكن الاعلام (المهني، الحرفي، التقني )، من صناعة محتوى اعلامي ضمن المعايير المعروفة، يجر  اصحاب (المنصات) التي تقدم المحتوى (الفوضى) والجمهور إلى منطقة (الاحتراف)، منطقة الوسطية، محتوى تتوافر فيه محددات وأدوات العمل الاعلامي، وبين اشباع حاجات الجمهور، الذي ادمن مشاهدة (المنصات).
♦️في بلد مثل العراق
لابد ان تتدخل الدولة، (وليس الحكومة)، في دعم (الاعلام)، وتقويم عملية (صناعة المحتوى) بما فيها (السينما، الدراما، البرامج السياسية والاقتصادية والثقافية والترفيهية، وكذلك برامج الاطفال)، من خلال تسخير الإمكانات (المادية والبشرية)، ونقصد هنا (المادية، ان توفر  منح مالية تغطى مساحات جيدة من الإنتاج الاعلامي) أما البشرية فهي (الخبرات)، و (التخصص)، (والادارة الاعلامية المحترفة)، لرسم رؤية الاعلام العراقي، وكيف يمكن ان يترسخ في تشكيل (الراي العام المحلي) تجاه القضايا السياسية والاجتماعية، قبل ان ينتقل خارج الحدود ليحقق تاثيرا معقولا، على الأقل في العالم العربي.
من الذي يستطيع ان ينفذ هذه (المهمة)، او هذا (المشروع) العملاق ؟!
لا أتردد في الإجابة؛
شبكة الاعلام العراقي بعد ان تدخل فعليا في (عملية الإصلاح، وإعادة هيكلة مؤسساتها الاعلامية والإدارية وفق مفهوم الادارة الاعلامية الحديثة المنتجة)، ومن بعدها تمارس الشبكة دور (الاب)، لاحتضان باقي المؤسسات الاعلامية، (من يرغب) في دعمها وتطويرها، على التخصص في بث (الانتاج الاعلامي).