قبل اكثر من عقد عندما كنت في مصر شاهدت وسيلة نقل صغيرة غريبة تحمل في كيانها متغيرات كثيرة قد لا تجرأ اي وسيلة اخرى على امتلاكها ، فمثلا كانت تلك الوسيلة تتحرك باجرة مرضية من قبل مستخدمها اضافة الى انها رشيقة في حركتها وقد لاحظت ميل الكثير من الناس في استخدامها بدل التكسي كونها محددة بسعر يتناسب مع المستخدم لها ، ورغم ذلك لاحظت عدم منح السلطات المصرية اجازة لتك الوسيلة للتنقل في الشوارع العامة بل كانت تحارب وكانت تتحدد بمناطق محددة وبحذر رغم انتشارها (وعلمت ان اسمها التكتك) ، والاغرب في هذه المعدة التي لم اكن اشاهدها في بغداد ان من يقود تلك المعدة غير مرخص بقيادتها ولا يوجد قانون يحدد عمر وامكانية قيادة تلك الوسيلة وكذلك لاحظت ان اعمار صغيرة تقودها وبدون تحفظ وكذلك من الظواهر التي جعلتني اتحفظ على استخدامها اسلوب من يقودها، وفرض على من يتنقل بها سماع السيء من الاغاني وبصوت مرتفع فيتحمل من يكون خلف سائقها ضجيج الصوت وذوق سائقها .
وفي الاعوام القليلة التي مضت لاحظنا "غزو "شوارعنا بهذه الوسيلة واصبح (التكتك )المنافس الاول للتكسي بل يستطيع ان يتحرك بشوارع بغداد وربما بدون حرج فنحن نتعايش معه الان في ارقى المناطق وبأهم الشوارع في بغداد وكذلك في المناطق السكنية فاصبح الوسيلة التي اعتاد عليها سكان بغداد وبوقت قياسي ولأغرب ان المحاسبة على استخدام هذه المعدة تكاد تنعدم وان المرور يتجاهل محاسبة سيرها في الشوارع الا ما ندر وسمعنا بانها ستكون الوسيلة الرسمية بعد (ترقيمها ) من قبل المرور وهذا امر قد يدعو للاستغراب .
يوم امس سمعنا بحادثة محاولة اختطاف فتاتين واليوم وصلتني رسالة مفادها ان سائق تكتك يطارد صبية لمحاولة اختطافها لولا لطف الله واكيد توجد حوادث كثير سمعنا بها او لم نسمع لكننا الان نناقش مسالة في غاية الخطورة وهي ان التكتك وسيلة نقل قد يستخدمها البعض من المراهقين لتهديد امن عوائلنا وتخوفهم على مصير بناتهم وهن يستخدمن هذه الوسيلة الدخيلة على مجتمعنا خاصة وان المجتمع العراقي بفضل الله لا تسجل عليه حالات الاختطاف او التحرش في معظم وسائل النقل وان شيمة العراقي تأبى ان تكون بهذا المستوى الا اننا نلاحظ ان من يقود تلك الوسيلة هم من المراهقين والصبيان الذين ربما تأخذهم اذهانهم العابثة بخرق عادات المجتمع وتقاليده التي تعلمنا وتربينا عليها وهذا اكيد ما نأمله من سائق التكسي وهو ينقل بناتنا من مكان لأخر للذهاب الى مدرستهن او مكان عملهن او اي امر يستوجب تنقلهن بأمان من مسكنهن الى تلك المشاوير في بغداد او في مدننا العامرة الاخرى ....، ان ظاهرة التكتك هي باب من ابواب الرزق لشريحة كبيرة ومهمة في المجتمع وربما نتعدى من خلالها نسبة البطالة التي ازدادت في مجتمعنا ، ولكننا اذا اعتقدنا اننا نتمكن من تخفيض نسبة البطالة في المجتمع على حساب ان نزح بشبابنا في اعمال غريبة عن مجتمعنا فإننا بذلك نضيف للمجتمع عادات وتقاليد بعيدة كل البعد عن الثوابت التي نحاول ان نحافظ عليها في المجتمع العراقي ، لذلك فإنني ارى ان يكون مشروع لتنظيم عمل الشباب دائم ومثمر ويتعلمون من خلاله مهنة هي الاكثر جدية في بناء المجتمع وتقويمه لنتخلص من الاثار السلبية التي ربما تلحق بمجتمعنا من خلال جعل التكتك باب من ابواب الرزق للشباب وربما سينتهي في يوم ما حاجة المجتمع لهذه الوسيلة ، هل فكرنا اين سيذهب من امتهنها ، خاصة وان خطوات الاعمار وربما استخدام القطار السريع "المترو " في بغداد سيجعل من هكذا معدات غير مجدية في التنقل .
نريد ان نبني مجتمع علينا ان نخطط لبناء مستقبل شبابنا، وعلينا ايضا ان نبقى نثق بشوارعنا ووسائل تنقلنا كما كنا ونامل ان تكون .
0 التعليقات:
إرسال تعليق