• googleplus
  • youtube


اخر الاخبار
اخبار محلية
الأحد، 30 يوليو 2023

ميسي وانتر ميامي



يمكن أكتر حاجة حبيتها في ميسي، وجعلت من مسيرته كلها مسيرة أسطورية أكتر مما هي عليه، وهفضل أقول إن مهما الناس قيّمته ومدحته هيفضل أكتر لاعب underrated عرفته اللعبة دي والناس لم تطرق لنقط عبقرية ميسي فعليًا،

إن ميسي نفسه كان مش مجهّز لكل اللي بيعمله ده، مش مجهّز إنه يساهم بالبطولات والأرقام الأسطورية دي، ده أكبر سبب في إنهم حطوه في أمريكا وهو ميعرفش حاجة عن مين زملاؤه أصلًا بس فيه كورة وملعب و 3 خشبات وده شيء كافي إنه ينزل يعمل اللي بيعمله،

ده عكس كريستيانو رونالدو مثلًا، أسطوري لكنه عمل كل شيء ممكن وداس آخر البنزين علشان يعمل اللي عمله، حوّل كل حاجة في مسيرته لهدف إنه يتفوق على أقرانه وأولهم ميسي،

- لكن ميسي هو المعادلة الصعبة، مجتهد، بينزل يركز ويعمل كل حاجة وهو بعيد عن المرمى أصلًا بإستمتاع وشكرًا، بفِطرة لم تَشهدها البشرية في مواهب كل المجالات غير بشكل نادر جدًا، فخ وقع فيه نيمار مثلًا في أفضل فتراته، لأن وقتها أنت بتكون مُطالَب بالإستمتاع لكن مش بنفس الزخم في الأرقام،

رونالدو العكس، جسمه مشدود طول مسيرته، دماغه كلها هيطلع من الماتش عمل ايه، أغلب فترات لم يستمتع بها تقريبًا، هو إستمتع بنجاحاته، ميسي مش بس حقق المعادلة الصعبة دي، هو كمان عبيط بالبلدي كده،

مثلًا يعني مفكرش حتى يخرج من برشلونة لما كانوا عبارة عنه هو وبس، مفكرش يروح نادي أفضل غير في فاكس 2020 وتراجع عن القرار ده بعد موسم قضّاه برده لم يحقق أي شيء فيه لمجرد إن فيه أطفال وشباب عايزين قائد لهم،

ميسي حتى فنيًا قدر يحقق المعادلة الصعبة، مثلًا زيدان كان ملك الكنترول، مارادونا كان مرعب في الـball compaction وإنه يسوق الملعب بترويض الكورة من دفاعه لدفاع الخصم، رونالدينيو خارق في الـskills، كريستيانو رونالدو خارق في تمويه رجله وسرعته بالكورة وبدونها وطبعًا إنهاءه للفرص،

هنري خارق في القوة التسارعية، بيليه كان خارق في إنه كان بيدمج سرعته بمهارته بأقوى شكل لقوة الحيازة على الكورة مهما كانت سرعتها ومهما كان جسمه مش في وضع راحة،

لكن كل دول ميسي، وكل دول ميسي بأفضل إستمرارية ممكنة، وكل دول ميسي وهو حرفيًا بيلعب بدون وعي لكل حاجة بيعملها وبينهي مسيرته بإنه مقفّل اللعبة.

*
الأسيست اللي صنعه ميسي مولينا مثلًا في ماتش هولندا، ده عمله عشرات المرات قبل كده، وفي أكتر من مناسبة أنت نفسك ممكن تكون مش فاكرهم، مثلًا يعني، عملها ضد جيرونا في أول ماتش تحضيري في موسم الإعداد قبل إنطلاق موسم 2021،

عمل الباص ده لترينكاو وترينكاو مررها لكوتينيو، نفس الفكرة بالظبط، جسمه مايل لتحت، عينيه أقرب للأرض، ومرة واحدة عمل باص لترينكاو، ترينكاو نفسه إستلم على مرتين لأنه متوقعش إن ميسي هيمررهاله ولا إنه شافه.

- السؤال هنا، هل ميسي بيكون محضّر تمريرة زي دي قبل ما الهجمة تبدأ في كل مرة بيعملها؟ هل بيكون محضرها خلال الهجمة حتى؟ هل ميسي على عِلم بكل ده أصلًا غير حركة جسم اللاعب اللي بيتحرك؟ الإجابة.. لا!

كل اللي بتشوفه من ميسي ده، هو مش بيكون على عِلم ووعي كامل بيه، صحيح ميسي بيعمل scanning في بداية المباراة، سواء كان واقف ومش بيتحرك علشان يشوف كل ثغرة ويحلل تحركات وتمركزات كل لاعب من الوسط والدفاع بشكل أوضح،

أو وهو بيشارك في الهجمات علشان يعرف بنفسه اللاعبين دول بيعملوا ايه وهو بنفسه موجود، ويبدأ يغير المعطيات علشان يعمل حاجة مفاجأة،

لكن رغم كل الكلام المعروف ده، أغلب الحاجات اللي بيعملها ميسي هو نفسه مش بيكون عارفها مسبقًا، لسببين؛ الأول بيمثل العادات السليمة اللي ميسي نشأ بها، ومخزون المواقف المشابهة اللي عاشها وحلها بنفسه طوال السنين اللي فاتت،

يوهان كرويف مثلًا، قال عن ميسي في الوقت اللي كان فيه لسه شاب في لامسيا.. "Messi is a systematic talent"، يعني "ميسي موهبة ممنهجة"،

بعيدًا عن كلام كرويف نفسه، ميسي عمومًا هو أعظم النماذج الحيّة على اللاعبين الموهوبين اللي بيتحطوا في سياق أكاديمي صحيح يقدر يعظّم إمكانياتهم بالشكل اللي احنا شايفينه ده، لأن ميسي مش مجرد لاعب موهوب،

يعني ايه كل الكلام ده؟ يعني لو فتحت يوتيوب وشوفت مسيرة ميسي مع لامسيا، هتلاقيه كان بيعمل كل اللي بيعمله كل ماتش عادي، صحيح مش بنفس الجدارة دي تحديدًا في موسمي 2018-2019 مع برشلونة، ولكن بنفس الخصائص، بالتالي الموهبة لازم تتّقل في إطار جماعي ومنظومي أكبر.

لاعب سر قوته في مواقع التزاحم، تخيل لاعب بيظهر بشكل أفضل من أي سياق تاني وهو مضغوط بواحد وإتنين، ماتش الكلاسيكو 3-2 في 2017 مثلًا، زيدان بعد الماتش خرج وقال.. "يا إلهي! نحن دافعنا ضد ميسي بكاسيميرو وكروس، والبقية يلاحقونه، وقدم ما قدمه!"،

حتى وهو كبير كده ومفترض إن قدرته ومرونته الجسدية قلوا، نفس الميزة مش هتقل أبدًا، ولما بيتحط في مواقع التزاحم ده كلاعب لاتيني، طبيعي هو هيكون سبب في بُطئ الرتم،

لكن أبدًا، فكرة إن ميسي لاتيني بالموهبة الإعجازية اللي عنده دي، فكون إنه إتحط في سياق أكاديمي من صغره، نتج عن ده لاعب هجين، قدر يجمع سرعة إيقاع لعب أوروبا بعكس البرازيل مثلًا اللي هم أفضل منتج موهوب في تاريخ الكورة، مع الموهبة والفِطرة،

الناس متعرفش مثلًا إن ميسي بدأ كاريره فعلًا في 2006 و 2005 كلاعب skiller مش dribbler خصوصًا في لامسيا، ده كان سبب اللقطة الشهيرة لما رونالدينيو شاله على ضهره، لكن ميسي حوّل لعبه تمامًا وأسلوبه لسرعة إيقاع اللعب مش بُطأه، وبالتالي قدر يعمل كل اللي هو عايزه غريزيًا بأسرع شكل ممكن.

- السبب الثاني بيمثل الحدس، ميسي مش بس بيتصرف في المواقف دي بسبب إنه تعرضلها قبل كده أو بسبب تفكير مسبق، يعني الحسبة اللي حسبتها فوق دي معظمها ميسي مفكرش فيها أصلًا،

سواء لقطة أسيست مولينا مثلًا، أو حتى لقطة هدفه في مانشستر سيتي مع باريس لما سندها لمبابي بدل ما يطلّع حكيمي في المساحة، أو حتى هدفه في أتليتك بلباو لما خدها من عند دفاعه وراح على اليمين ساق الملعب كله وحطها في خرم إبره،

لكن هو بيتصرف بمَ يمليه عليه حدسه وإحساسه، وهنا فيه 3 مراحل تصاعدية بيمر بها اللاعب وميسي قفّل اللعبة في النقطة دي حرفيًا،

المرحلة الأولى، اللاعب بيتحول فيها من "عدم المعرفة اللاواعي" لـ "عدم المعرفة الواعي"، بيركز على الكورة وجسمه بس لدرجة إن لو تركيزه إتشتت في حاجة تانية الكورة هتهرب منه وده مش موضوعنا،

بعد كده في المرحلة اللي بعدها، إدراك اللاعب بيكون أكبر فيها للمطلوب منه ولازم يعمل ايه في الملعب بشكل واعي بعد ما أتقن كل جوانب اللعبة خصوصًا الحركية منها أو السلوكية يعني،

الثالثة بقى بنوصل فيها لمرحلة ميسي كده، ودي أعلى درجات الحدس، إنه بيتحول من معرفة واعية وسبب كل فعل وليه وازاي وإمتى، لمعرفة غير واعية، بعد ما أتقن كل الجوانب ومر بها، فإحساسه هيقوله يعمل ايه من غير ما يكون فكر بشكل مسبق،

وهنا بيتم تفسير تلقائيًا ليه ميسي بعد كل السنين دي لسه بيقدر يبهر الكل ويعمل حاجات غير عادية بتلقائية وسهولة غير مفهومة في أحيان كتير خصوصًا جسديًا، بشكل بيخليك مش مستوعب هو ازاي لسه بعد كل السنين دي بيقدر يفاجئك،

الاجابة إن بمرور الوقت الحدس ده بيتعاظم والإدراك بيتعزز وفيه نوعيات من المهارات والقدرات بتتضخم بمرور الوقت، مش بتقل، يعني ميسي كل ما عُمره كان بيكبر، كان بيقدر يقدم ميزة بشكل أفضل،

لحد ما وصلنا لمستواه في 2019، إنه مش عايز فريق وعايز شوية حجر بس يمررلهم وتتردله الكورة تاني وهو هيعمل كل حاجة لوحده، وده لغز غريب!

*
الحكاية كلها ميسي، الشخص اللي هيفضل من أغرب ما عرفت البشرية دي في تاريخ مواهبها!
  • تعليقات بلوجر
  • تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Item Reviewed: ميسي وانتر ميامي Description: Rating: 5 Reviewed By: وكالة بصمة للاخبار
Scroll to Top