أعادت المأساة التي طالت العاصمة اللبنانية بيروت، الثلاثاء الماضي، إثر انفجار ضرب مرفأها مخلّفاً 137 قتيلاً وأكثر من 5000...

وأعادت هذه المآساة إلى أذهان العالم، مآسي أخرى مشابهة، فقبل "بيروتشيما"، يقف مركب نترات الأمونيوم الكيميائي، الذي يشاع استخدامه بالأسمدة الزراعية، وراء العديد من الكوارث التي أودت بحياة كثيرين بدول عدّة كبريطانيا، وألمانيا، وبلجيكا، وفرنسا، والصين، والولايات المتحدة الأميركية.
بريطانيا عام 1916
عاشت مدينة فافيرشام (Faversham) بمقاطعة كنت بجنوب شرقي إنجلترا، يوم 2 نيسان/أبريل 1916 أحد أسوأ الحوادث الصناعية بتاريخها.
فأثناء الحرب العالمية الأولى، تركزت بفافيرشام العديد من مصانع الذخيرة التي عملت بشكل دؤوب على توفير حاجيات الجيش البريطاني على جبهة القتال.


وعقب حريق مجهول المصدر قيل إنه أتى على عدد من الأكياس الفارغة وامتد نحو مخزن خشبي اعتمد لتخزين حوالي 200 طن من مادتي تي إن تي ونترات الأمونيوم التي استخدمت في صناعة مادة أماتول (Amatol)، جدّ في حدود الساعة الثانية وعشرين دقيقة زوالا انفجار هائل أودى بحياة 115 شخصا وأصاب 700 آخرين.
ألمانيا عام 1921
وفي منطقة أوباو (Oppau) الألمانية التي هي اليوم جزء من مدينة لودفيغسهافن، شهدت ألمانيا بعد مضي أقل من 3 سنوات عن نهاية الحرب العالمية الأولى إحدى أسوأ كوارثها الصناعية بمصنع شركة باسف (BASF) الكيميائي.
فيوم 21 أيلول/سبتمبر 1921، وقع انفجاران متتاليان بإحدى الصومعات البرجية المعتمدة لتخزين حوالي 4500 طن من مادتي كبريتات الأمونيوم ونترات الأمونيوم المستخدمة في صناعة الأسمدة.

وقد أدى ذلك لظهور حفرة واسعة بالأرض بلغ عمقها 19 مترا وأسفر عن وفاة 561 شخصا وإصابة الآلاف.
إلى ذلك، قدرت الخسائر المالية حينها بحوالي 7 ملايين دولار أميركي ودمر 80% من منازل أوباو ليجد بذلك 6500 شخص أنفسهم في الشوارع بدون مأوى كما بلغت الهزات الارتدادية التي أوقعها الانفجار مدنا كمانهايم (Mannheim) وهايدلبرغ (Heidelberg) وأوقع بها جانبا من الخسائر المادية.
وخلال الأيام التالية، أقيمت جنازة لضحايا الانفجار حضرها نحو 70 ألف شخص كان من ضمنهم الرئيس الألماني فريدريش إيبرت (Friedrich Ebert) ورئيس الوزراء هوغو ليرشنفيلد (Hugo Lerchenfeld).
أميركا عام 1947
أما أميركا، ففي مرفأ مدينة تكساس بمقاطعة غاليفنستون عام 1947، اهتزت الولايات المتحدة على وقع انفجار هائل كان وراءه نترات الأمونيوم فقد حلت في شهر نيسان/أبريل 1947، سفينة أس أس غراندكامب (SS Grandcamp) حاملة العلم الفرنسي بميناء تكساس استعدادا لنقل حمولة تكونت أساسا من التبغ الذخيرة ونترات الأمونيوم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق